أحدث الأخبار

رأي.. اليوسفية باب مرآب



بقلم هلال بيوض

       يرى " ستيورات هول" أن الأفراد الذين يشتركون في ثقافة واحدة تتكون لهم " خارطة ذهنية واحدة "، لذا فَهُم  يشتركون في تفسيرهم للرسائل المصورة، ومن الصعب على من هم خارج هذه الخارطة فهم هذه الرسائل المصورة...  

     ساكنة اليوسفية من رواد مواقع التواصل الاجتماعي لم يشذوا عما ذهب إليه  هول من خلال التفسيرات التي خصّوا بها الرسالة الرئيسية التي تضمنتها الصورة المرفقة بهذه التدوينة، تفسيرات لخصها السؤال العريض الذي الصقوه بأعلاها.
    شخصيا ليس لي اي موقف مسبق تجاه السيدة الرئيسة، بل اعتبر ما تقوم به حاليا خطوة إيجابية تكسر حالة الركود التي عاشتها رئاسة المجلس البلدي خلال عهدة المرحوم النافع، رغم تحفظي عن الطبخة الهجينة التي تم بها انتخابها.

ما أثارني في الصورة، كان بعيدا عن "الإجابة" التي يبحث عنها ناشرو الصورة المذكورة، لأن أول ما وقعت عليه عيناي هو تلك البقع الموجودة قرب أقفال باب مرآب المنزل الذي التقطت بقربه الصورة،  ما جعلني أضرب أخماسا لأسداس، مستغربا عن سبب وجودها. جمح  بي خيالي الرحب بعيدا لإعطاء التفسيرات الممكنة، كان أول ما افترضته ان صاحب المنزل و هو يصبغ الباب نفذت منه الصباغة فتركه كما بدا لنا في الصورة، اما الاحتمال الأخر الممكن، فهو يتمثل في كون ربّ الدار تعرض للخداع من طرف الصباغ الذي أوكل إليه العملية، بالإضافة إلى احتمالات أخرى ملخصها أن النتيجة  النهائية المخيبة للأمال لعملية الدهان سببها  إهمال صاحب العقار أو مكر العامل.
     قصة باب المرآب الذي اتخذه فيلق المجلس البلدي خلفية لالتقاط صور التسويق و البروباغندا، لا تختلف كثيرا عن سيناريوهات و خبايا إسناد المشاريع و تتبع إنجازها بيتيمة المدائن، فكم من طريق معبدة لم يمر على إنشائها إلا شهور قليلة امتلأت حفرا ! و كم من منشأة تهالكت قبل افتتاحها ! و مشاريع اخرى قيد الإنجاز تعتبر فيها دفاتر التحملات وثائق للاستئناس لا غير ( عدم استعمال غشاء الجيو تكستيل في عملية الترصيف الجارية حاليا بحي القدس و السمارة نموذجا)...
    باب المرآب، يحتاج إلى مالك له غيرة على عقاره، و إلى مقاول يخشى الله فيما يفعل، أو إلى رقيب صارم كما يفعل المجمع الشريف للفوسفاط في تتبعه لأشغال المقاولات التي تحظى بصفقات إنجاز المشاريع الخاصة به، مقاولات عديدة منها أفلست بسبب الغش و عدم تساهل المجمع في ذلك. 

   يُحكى أن مديرا سابقا بالمجمع الشريف للفوسفاط باليوسفية فرض على المجلس البلدي أن يتكفل المجمع بنفسه بإنجاز المشاريع الخاصة بالمدينة، فانبرت ضده عناصر مقاومة التغيير ليكون جزاءه نفيا تأديبيا، لكن ساكنة الإقليم كان لها رأي آخر، حين أعادوا المدير من جديد بقبعة أخرى، للأسف كانت نتائج هذه العودة أقل بكثير من تطلعات ساكنة سئمت من سنوات عدة في ظل منتخبين فاشلين، و لسان حالهم هل فشل الحُلم أم تم إفشاله !؟

      لم يخطئ ستيوارت هول، ساكنة اليوسفية التقطت الإشارة، و اكيد ان سؤالهم لا يعدو أن يكون إلا سؤالا استنكاريا، لا ينتظرون له جوابا من السيدة الرئيسة أو من جوقة المستشارين التي ترافقها في زياراتها التفقدية. الصورة احتوت ايضا جزئيات أخرى يمكن تفسيرها، كما هو الشأن بالنسبة لبقع باب المرآب، و جزئية أخرى كان على مكتب حزب الاستقلال باليوسفية تفسيرها.

تعليقات