أحدث الأخبار

تأملات


أخبار اليوسفية _ يوسف الرماح


أخيرا أعترف بسذاجتي بقصوري عن فهم المحيط الذي أعيش فيه، في السابق كنت أعتقد أنني وبحكم تعلمي فهمت العالم، والواقع أنني فهمته بشكل مختلف، كان من المفروض أن أفهم الاخر، بيد ان الواقع أكد لي عكس ذلك، لأنني أثق في كل من يتحدث الي من الأصدقاء، والاقارب، وحتى من عامة الناس، فطريقة تواصلي مع العامة تضعني في خانة السذج، أجل وهذه هي الحقيقة وعندما أبحث عن الأسباب وراء هذا السلوك الفطري في شخصيتي لا أجد جوابا مقنعا وشافيا.
ما يحز في نفسي أن يكتشف الاخرون سذاجتي الكبيرة ففي هذا الزمن يتحتم على المرء أن يكون حذرا في تعامله مع الاخرين لا يضعف قلبه، ويميل للعاطفة، ويغيب العقل ويحسن الظن بالجميع، ومع علمي بكل هذه الامور غير أنني أنسى بسرعة، وقد تجدني ادخل في الحديث مع أي كان على أحوال المدينة، والبلاد، والعباد، وحتى على نفسي غير مبال بأن ذلك الشخص المخاطب قد يكون كلامه عن نفسه غير صادق كما انا وربما هي مصيدة لمعرفة اغوار نفسك، فكم من الاصدقاء الذين عرفتهم وبمجرد أن اقتنع بضرورة صداقتهم وأنني في الحاجة الى الحديث عن مشاغلي وهمومي اجدهم قد تخلو عن صداقتي بدون ذكر الأسباب. فهل الصداقة الحقة مبنية على التفاهم والصراحة في طرح الأفكار، والمشاركة في الهموم والأحزان؟ أم هي مجرد مصالح كلما انتفت مصالحهم لديك كلما قلوا، أجل هذا هو الواقع ولأنني ساذج وأفصح عن مشاعر نفسي، يهرب كل الأصدقاء من حولي مثل النحلة التي تغير من أزهارها بمجرد امتصاص رحيقها، ومن اليوم فصاعدا سأتعامل مع الجميع بحذر شديد حتى لا أقع في المصيدة.


تعليقات