أحدث الأخبار

رأي:المبادئ مقدسة والمواقف لا تتجزأ

أخبار اليوسفية : رأي - يوسف الرماح

يزخر التاريخ بمواقف الكثير من الذين يقفزون من موقف الى نقيضه بلمح البصر،ولكنها مواقف وتقلبات تنعدم فيها الرؤية والوضوح، وتنتصر فقط للذات وللمصلحة الشخصية على حساب المصلحة العامة.

لكن في نفس الوقت،فان التاريخ  القريب او البعيد سجل ويسجل مواقف العديدين بمداد الفخر والاعتزاز، رغم حجم الاغراءات تارة،والتهديدات تارة اخرى لكنهم ضلوا صامدين كالجبل .
وإذا كان حجم التغير يختلف بحجم المصلحة،فإن الكثيرين المتلونين وأصحاب المواقف المهزوزة والغير الثابتة يخطئون الحساب،ويعيدون ذات الاخطاء الناتجة عن سوء الاختيار،ولو على حساب كرامتهم وجزء من تاريخهم ، مما يجعلهم يعيشون لذاتهم فقط ويبحثون عن منفعة او ريع مؤقت، واكيد التاريخ يسجل مواقفهم ليس بمداد الفخر طبعا وانما بمداد الخيانة والجبن والانبطاح والاصطفاف مع الجلاد.
واكيد انه مع انقشاع الغمام وكشف المستور سيظهر اولائك، وتكشف الاقنعة، وسيضيع عندها التقدير ، وتختلط المعاني والكلام وسيظهر الصدق من  الكذب، وما نشاهدة اليوم من تقلب المواقف وانهيار لمنظومة القيم، يدعونا للتساؤل هل فعلا (شوال) الرز يستطيع ان يغير القيم ويحولها لبضاعة في سوق النخاسة ولمن يدفع اكثر !
وبما ان القيم والأخلاق والمواقف لا تتجزأ، فان ما نشاهده اليوم  من انعدام الاخلاق وضياع الحقوق، والتنوع في القفز من موقف الى نقيضه  ، لهو اندحار لهذه القيم وأفولها، فمن كان خطابه حقوقيا صرفا يوما ما ويدافع عن المستضعفين ، لا يجد غضاضة في التحالف مع السياسين ورجال السلطة ، ومن كان لبراليا، لن يعدم الوسيلة للتوحد مع المحافظين او من هم دون ذلك، ومن كان يساريا مزورا لن يجد حرجا في التحالف مع اي احد قريب من السلطة، لان القرب من هذه الاخيرة يعني نجاته وخلاصه.
نماذج من هؤلاء يتطوعون بعرض خدمتهم دون تفكير لقيادة حملات تجميل لمسؤولين  فشلوا في الدفاع عن اساليبهم، وكانوا بعيدين عن مشاكل المواطنين واهتماماتهم، وهؤلاء لن  ينجحوا الا في حصد المكاسب الشخصية الزائلة. فعوض ان يسجلوا موقفا مشرفا ينتصر للإنسانية،وينتصر للقيم والمبادئ الكونية تجدهم يسبحون ضد التيار ومصرين على السباحة في الوحل.
ولهؤلاء اقول ان الفرصة مازلت سانحة والوقت لم يضع لتسجيل موقف مشرف وان المواقف لا تتجزأ على حساب المصلحة وان المواقف ليست بالمواقع وانما بالمبادئ الثابثة وقيل قديما اذا خانتك المبادئ فحاول الا تخونك قيم الرجولة.


تعليقات