أحدث الأخبار

فكر وثقافة : عبد الله العروي وفلسفة الحداثة


إعداد : عبد الرزاق شوبان

عبد الله العروي شخصية مغربية مفكرة مؤمنة بالحداثة وبأفكار ماركس المرتبطة بالحداثة وقد قال يوما : كان الكثيرون يستشهدون بماركس ولكن لأهداف سياسية فقط،فقل إن ماركس النافع هو مخلص ومؤول ومنظر الفكر الاوروبي العام ، الذطي يمثل الحداثة بكل مظاهرها،الافضل لنا نحن العرب في وضعنا الثقافي الحالي ، أن نأخذ من ماركس معلما ومرشدا نحو العلم والثقافة من أن نأخذه كزعيم سياسي .

العروي ومن خلال تصوره هذا يرى ان النهضة العربية لا يمكن ان تحصل الا بالتحاق المجتمعات العربية بالحداثة والتي لا يمكن أن تكون الا من خلال الايمان بالمقومات الاساسية للحداثة الغربية المتجلية في العقلانية والتقدم والنقد ومسؤولسية الانسان عن نفسه نظريا وعمليا من خلال تبني العلمانية والماركسية والدولة المركزية .

لهذا دعا العروي المتمعات العربية الى الحكم على التراث العربي الاسلامي ونقده من خلال ما اسماه بالقطيعة المعرفية مع التراث والمناهج العقلية للبحث الفكري في التراث العربي الاسلامي واستبدالها بالمناهج العقلية الحديثة والمعاصرة . ويعتبر هذا المفهوم احد المفاهمي المركزية عند عبد الله العروي في ايمانه بالحداثة حيث يقول في كتابه مفهوم العقل :

"حاولت في كل ما كتبت أن أوضح أن الوضعية التاريخية التي نعيشها، والتي لا نستطيع أن ننفيها، تجعل من كل أحكامنا على حالات خاصة أقوالا هادفة، مصلحية تبريرية. لا فائدة في الحكم عليها بأنها حق أو باطل. بالنسبة لأي مقياس؟ فهي إما مساوقة لأهدافها المعلنة وإما معاكسة لها، فتصبح المسألة متعلقة فقط بالتماسك في المنهج والانطباق على الواقع...

العروي يدعو المجتمعات العربية الى انشاء الدولة الحديثة ،ولا معنى في نظره تحقيق تحولات جزئية للحداثية قبل إقامة الدولة الحديثة أولا، وهذه ايضا أحد امفاهيم المركزية عند المفكر عبد الله العروي في كتابه مفهوم الدولة .

لكن العروي ايضا يطرح عوائقا تحول دون تنزيل فلسفة الحداثة منها:

 العائق الاول:  الذي ذكر سابقا وهو التمسك بالتراث ولااصالة والفكر المتوارث الذي لا يتطور 

العائق الثاني : اعتقاد العرب أنهم يمكنهم تجاوز الحداثة على الاعتبار أن الغرب قد تجاوزوها إلى ما بعد الحداثة أو إلى نقد الحداثة، 

العائق الثالث : محاولة الظن بأن التطبيق الشكلي لمقومات الحداثة يكفي للتحول نحو الحداثة وهذا خطأ  عند العروي فالتحول للحداثة يجب أن يكون عميقا يمس تفكير المجتمع و مستويات الدولة وهو ماتحدث عنه العروي في احدى لقاءاته الصحفية :

"ندعو اليوم للحداثة من بوابات متعددة بوابة الدولة وبوابة المجتمع المدني وبوابة الأحزاب السياسية، إلي غير ذلك. هناك أصوات تتعالي من أجل المطالبة بالحداثة لكن السؤال الذي يحاصرنا هل فعلا لنا شروط إنجاز هذه الحداثة؟

العروي يومن تمام الايمان في نظرته للحداثة وتطبيقها داخل المجتمعات العربية وانه لا مكن تخطيها كموجة عابرة  وإنما يجب أن تمر عليها لأنها قدر محتوم لا يمكن الولوج نحو التقدم إلا من خلالها.




تعليقات